نوال نصر 30 مايو 2019
%2 من سكان العالم مصابون بمرض قصور القلب. ومعدل وفيات من يصابون به تزيد عن 50% خلال خمس سنوات. وتكبر النسب والأرقام بموازاة حقيقة ساطعة مثل الشمس، مفادها أن الكشف المبكر يقي من إصابات قصور القلب. لهذا لا بد من عدم غض النظر عن جملة إشارات، تصدر عن الجسم، على شكل همس غالباً، بوجوب أخذ كل الاحتياطات للحيلولة دون الإصابة.
القلب إن حكى
الاختصاصي في قصور عضلة القلب في الجامعة الأميركية في بيروت، رئيس لجنة قصور القلب في الجمعية اللبنانية لأطباء القلب الدكتور هادي سكوري، يطرح بصوت عالٍ السؤال التالي على كل إنسان: هل قلوبكم بخير؟ هل تأخذون على محمل الجد نداءات القلب حين يُقصّر؟
فلنقلبُ اتجاه الأسئلة نحوه ونسأله: ما الفارق بالتحديد بين قلب يعمل بشكل طبيعي وقلب يعاني قصوراً؟
القلب هو عضلة قوية تضخ الدم باستمرار، مع كل دقة قلب، إلى كل أنحاء الجسم. وحجم القلب بحجم قبضة اليد تقريباً. وهو يحمل الدم والأوكسجين والغذاء إلى جميع أجزاء الجسم ويحمل ثاني أوكسيد الكربون إلى الرئتين والكليتين. هذا في حالته الطبيعية طبعاً، لكن حين تُقصّر عضلته يكون القلب ضعيفاً ولا يضخّ كمية كافية من الدم في الجسم ولا يعود قادراً على توفير الأوكسجين والمواد الغذائية. وبدل أن يضخ صعوداً يبدأ الدم التدفق باتجاه رجعي في الأوردة والرئتين، وهذا ما يستجيب له الجسم بردة فعل سلبية تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم فتتورم الساقان، وقد تتجمع السوائل في الرئتين أيضاً؛ مما يؤدي إلى إصابتهما بالاحتقان.
هذا هو الفارق بين قلب يدق بشكل صحيح وقلب أصيب بالقصور. كثيرون يستشعرون بين حين وآخر بورم في الساقين. لا تصابوا بالهلع. لكن، في حال استمر هذا التورم أكثر من 24 ساعة اقصدوا مباشرة الطبيب.
الأسباب
من أسباب قصور القلب: إصابة المرء بنوبة قلبية سابقة، أو انسداد شرايين القلب، ارتفاع ضغط الدم، خلل في صمامات القلب، التهاب عضلة القلب، اختلالات خلقية في القلب، السكري، الإفراط في تناول الكحول، تعاطي المخدرات، تناول العقاقير المنشطة، خضوع مرضى السرطان لأنواع من العلاجات الكيميائية، وأخيراً بعض الحالات النادرة للحمل.
العوارض
أول عوارض ضعف عضلة القلب، ازدياد في الوزن بشكل سريع أو مفاجئ، أو ربما بشكل تدريجي، أو الشعور الدائم بالإرهاق والتعب، عند بذل مجهود بسيط، بينها اللهاث عند صعود الدرج. وقد يشعر المريض بضيق التنفس بسبب تجمع المياه في الرئتين. وقد يعاني أيضاً السعال المزمن الذي قد يترافق مع دم وبلغم. دقات القلب قد تتسارع أيضاً.
تدابير
صحيح أن الشفاء من قصور القلب شبه مستحيل، لكن توجد تدابير كثيرة تساعد على إبقاء حياة المريض ممتعة، والمدخل إلى هذه الحياة يكون بتغيير نمط الحياة. فمرض قصور القلب ليس دلالة على شيخوخة الجسد، بل هو داء قد يصيب أي إنسان في أي مرحلة عمرية، وإن كان الاحتمال يزيد مع التقدم في السن.